{بل متَّعنا هؤلاء} الكفَّار {وآباءهم حتى طال عليهم العمر} أَيْ: متَّعناهم بما أعطيناهم من الدُّنيا زماناً طويلاً، فقست قلوبهم {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرفاها} بالفتح على محمد صلى الله عليه وسلم {أفهم الغالبون} أم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟.{قل إنما أنذركم} أُخوِّفكم {بالوحي} بالقرآن الذي أوحي إليَّ، وأُمرت فيه بإنذاركم {ولا يسمع الصم الدُّعاء إذا ما ينذرون} كذلك أنتم يا معشر المشركين. {ولئن مستهم} أصابتهم {نفحة من عذاب ربك} قليلٌ وأدنى شيءٍ لأقرّوا على أنفسهم بسوء صنيعهم، وهو قوله: {ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}.{ونضع الموازين القسط} ذوات القسط، أي: العدل {فلا تظلم نفسٌ شيئاً} لا يزاد على سيئاته ولا ينقص من ثواب حسناته {وإن كان} ذلك الشَّيء {مثقال حبة} وزن حبَّةٍ {من خردل أتينا بها} جئنا بها {وكفر بنا حاسبين} مُجازين، وفي هذا تهديد.{ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} البرهان الذي فرَّق به بين حقّه وباطل فرعون. {وضياء} يعني: التَّوراة الذي كان ضياءً، يُضيء هدى ونوراً {وذكراً} وعِظَةً {للمتقين} من قومه.{الذين يخشون ربهم بالغيب} يخافونه ولم يروه.{وهذا ذكر مبارك} يعني: القرآن {أفأنتم له منكرون} جاحدون.